المرأة الشرقية بين كل نساء العالم بأنها صاحبة العيون "الكحيلة" المتسعة والأهداب الطويلة شديدة السواد ، وهي تعرف ذلك جيداً وتزهو به وتفتخر ، فنجدها لا تدخر جهداً في تكحيل عينيها وإطالة أهدابها ، وهي لم تجد حتى الآن أفضل من الكحل العربي وسيلة تمكنها من تحقيق أهدافها تلك بإتقان ولا ترضى عنه بديلاً وما زالت تستخدمه إلى الآن بالرغم من الانتشار الواسع الذي تتمتع به مستحضرات التجميل الحديثة .
وقد ظهر الكحل العربي في الجزيرة العربية منذ العصر الجاهلي وهو عبارة عن حجر يؤتى به من المملكة العربية السعودية ، ويمر بعدة مراحل قبل أن تكحل المرأة عيونها به .
والمرأة الخليجية بصفة خاصة هي أشـد النساء العربيات تمسكاً بالكحل العـربي فهي تعطى لـه الأولوية على جميع أنواع الكحل الصناعي وتستخدمه في كل وقت وفي كل مراحل عمرها .
والكحل العربي لا يصنع لدى خبراء متخصصين أو في معامل كيميائية معينة ، بل أنه كـان وما زال يصنع في المنازل وتتوارث طريقة صنعه البنات عن الأمهات والجدات .
طريقة صـناعة الكحل الخليجي
ويكون الكحل على شكل حجر يطلق عليه " الأثمد " ويعالج بإحدى الطـرق التالية :
1- طريقة قديمة وفيها يوضع حجر الأثمد على الجمر حتى يتفجر ويتناثر منه الحصى الناعم ثم ينقع في خليط من الماء والقهوة العربية لمدة (40) يوماً ثم يصحن في الهون حتى تتفكك حباته ويتحول إلى مسحوق ثم ينخل في قماش ناعم وبعد ذلك يعبأ في المكاحل ويكون معداً للاستعمال .
2- وهناك طريقة أخرى وهي أحدث من السابقة ولكنها لا تختلف عنها كثيراً ، فالكحل يمر خلالها بنفس المراحل إلا أنه ينقع في مزيج من الماء وورق الحناء بدلاً من الماء والقهوة .
3- وتوجد طريقة ثالثة وفيها يوضع حجر الأثمد في خليط يطلق عليه "النجعة" مكون من ماء ورد + زعفران أو ماء ورد+ ماء لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر حتى يلين الحجر، ثم ينتشل من هذا الخليط ، ويدق حتى يصبح ناعماً كالبودرة ثم ينخل كي يتخلص من الشوائب ويكرر ذلك أكثر من مرة حتى يصبح صالحاً للاستعمال ..