مضمون القصة يطرح تساؤلات «خارجة» في عقول المراهقين
«شجرة الدر» تواجه اعتراض أولياء الأمور في رأس الخيمة
أبدى عدد من أولياء أمور طلبة الصف الحادي عشر بمدارس رأس الخيمة، استياءهم من قصة شجرة الدر التي تدرس لأبنائهم في منهاج اللغة العربية الجديد «المعارف الأدبية»،لأنها على حد قولهم تسرد مواقف وجملا غير ملائمة«تخدش الحياء»، مطالبين الجهات المختصة في وزارة التربية والتعليم إعادة النظر فيها وحذفها من المقرر أوحذف الفقرات والجمل التي تحتوي كلمات ومعاني خارجة عن المألوف في عاداتنا وتقاليدنا.
وقالت زينب علي ولية أمر طالب في الصف الحادي عشر، إنها تفاجأت حين تفحصت مصادفة كتاب اللغة العربية الخاص بولدها، بمضمون القصة والتفاصيل الموجودة فيها، والتي تطرح تساؤلات كثيرة في عقول الشباب المراهقين، وتغذي مخيلتهم بأفكار مسيئة.
وتساءلت ولية الأمر: هل التفاصيل التي تتضمنها القصة مهمة لهذه الدرجة؟، بحيث أنها قد مرت على لجان تأليف المناهج والمختصين في اللغة العربية في الوزارة، الذين من المفترض أن يكونوا قد تمحصوا المنهاج الجديد قبل إقراره، مستغربة من أن المنهاج الجديد قد تم تجريبه فعلياً على طلبة مدارس إمارة أم القيوين العام الماضي.
وأشارت بدرية محمد ولية أمر طالبة في الصف الحادي عشر، إلى أنه وبالرغم من أن أبناءنا يضطرون لمشاهدة أو سماع بعض الممارسات التي تخدش الحياء في المجتمع المحيط، كالقنوات الفضائية أو الأماكن العامة، إلا أن هذا الأمر يبقى بعيداً عن السيطرة، وليس كما أن يكون مقررا وموضوعا للطلبة ضمن كتاب مدرسي من الأجدر به أن يطرح القيم والمبادئ الحميدة والمفيدة لسلوكياتهم في الحياة العامة.
وأضافت أن إقرارنا بهذه المواضيع داخل المناهج، هو بمثابة تصريح لتداولها بصورة عادية وعامة في المجتمع، وهذا الأمر يتنافى مع تقاليد وعادات مجتمعاتنا المحافظة، بل وتربيتنا لأبنائنا القائمة على الالتزام بتعاليم الدين وستر عورات البيوت.
وأوضحت آمنة خماس موجهة اللغة العربية في منطقة رأس الخيمة التعليمية، أن مشكلة العبارة أو بالأصح الكلمة التي احتواها النص الشعبي أنها تفتح باب التأويل لطلبة الحادي عشر، مؤكدة أن حذف هذه الجمل لن ينقص شيئا في المعنى العام للقصة التي تطرح لأول مرة في مناهج اللغة العربية كنص شعبي.
وبينت موجهة اللغة العربية أن وجود هذه الجملة لا ينقص من قدر الكتاب الذي يعتبر قارب نجاة لطلبة المرحلة الثانوية، لتركيزه على مهارات عديدة يحتاجونها بشدة في ظل توجهات التعليم الجديد المرتكز على البحوث والتقارير، كما أن هذا المنهاج يطرح لأول مرة في المدارس بشكل عام بعد تجربته في مدارس أم القيوين، أي أنه سيشهد الكثير من الأخذ والرد نتيجة ملاحظات الميدان وحكم الطلبة من الفائدة التي ستعود عليهم وهذا الأمر سيكون الفيصل في الحكم على المنهاج.
ملاحظات الميدان
قالت مريم كمال رئيسة قسم إعداد المواد التعليمية في مركز تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم، إن المركز كجهة مسؤولة عن المناهج الجديدة يجمع كافة الملاحظات التي تصله من الميدان ويتعامل معها بصورة جدية، من خلال التشاور مع أصحاب الاختصاص في المواد التعليمية ومؤلفي المناهج، مؤكدةً عدم تلقي أية شكاوى رسمية حول هذه الفقرة، خلال التغذية الراجعة التي جاءت من الميدان بعد تجريب الكتاب لدى طلبة الصف الحادي عشر في مدارس أم القيوين.
مسايرة الواقع
أبدت الدكتورة لطيفة النجار أحد أعضاء لجنة تأليف منهاج اللغة العربية الجديد للصف الحادي عشر، استغرابها من أن يتم حصر الحكم على المنهاج الذي استنفد مجهودا كبيرا من أعضاء هيئة التأليف بفقرة واحدة، مؤكدة أن المعلمين وأولياء الأمور يريدون أن يكون الوضع مريحا دائما في كافة مجالات الحياة، وهذا أمر غير واقعي، حيث يتعرض الشباب للعديد من المواقف في الحياة العامة التي يضطرون لمعايشتها وتصريفها، والعملية التعليمية يجب أن تواكب هذا الواقع وتتعامل معه.
وقالت إن هذا النص يطرح من خلال معلمين بالغين يجب أن يتصرفوا معه بطريقة علمية تفتح آفاق النقاش والتعلم، لا أن يتم التهرب من الموقف وغض النظر عن واقع الحياة التي نعيشها، مشيرة إلى أن طرح الأسئلة من قبل الطلبة حول النص ومحاكمتهم له، هو دليل أكيد على نجاح النص بإثارة رغبتهم في النقاش، والوصول إلى خلاصة تحترم الرأي و الرأي الأخر.
رأس الخيمة ـ رباب جبارة